وَفِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ: الحَوْضُ المَوْرُودُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، طُولُهُ شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ شَهْرٌ، مَنْ يَشْرَبُ مِنْهُ شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا.
الشرحذلك عدم وجود حسنات حتى توزن، وإنما الذي توزن حسناته وسيئاته مَنْ كانت له حسنات، أما هؤلاء فلا حسنات عندهم، وليس المراد أن الكفار لا توزن أعمالهم مطلقًا؛ لأن القرآن أثبت أن الكفار توزن أعمالهم كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ [المؤمنون:١٠٢ - ١٠٤].
ونظائر ذلك في القرآن كثير، وإنما أراد المُصَنِّف ﵀ أن حسابهم ليس كحساب المؤمنين الذين لهم حسنات وسيئات تحتاج إلى ميزان قد ترجح فيه الحسنات فينجو، وقد ترجح السيئات فيستوجب العذاب.
وقوله: «وَفِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ الحَوْضُ الموْرُودُ» (العَرَصات): جمع: عَرْصة، وهي في اللغة: المكان الكبير المتسع، والمراد به هنا: موقف القيامة، وفيه أمور كثيرة ثبتت بالنصوص ويجب الإيمان بها وَفْق ما جاءت به النصوصُ، ومن ذلك حوض النبي ﷺ.
وقد وصفه المُصَنِّف بأنه مورود، فمَنِ الذي يَرِدُهُ؟
الجواب: يَرِدُهُ أتباعُ النبي ﷺ، وأما مَن كان مِن أمَّته وبَدَّل وغيَّر؛ فإنه كما